وهبنا
الله عزّ وجلّ العديد من النعم التي لا تعد ولا تحصى، ومن ضمنها نعمة الوالدين، نعمة
نشكر الله عليها، فلولا الله ثم هم لم نشعر بالأمل، ولا بحلاوة الدنيا التي نعيشها،
ولم يتشكل لدينا حافز نحو المضي قدماً من أجل تحقيق العديد من الإنجازات لإسعادهم وجعلهم
فخورين بنا. لذلك وصانا الله عز وجل بالإحسان إليهم وعدم التّكبّر عليهم ومعاملتهم
بقسوة، فقال الله تعالى " َوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً
" [سورة الأحقاف:15]. وفوائد بر الوالدين كثيرة، لولا يعقِلها ذاك المتعجرف العاق
لوالديه، لما انحاز لهذا الطريق المنحرف، طريق نهايته ضياع وخساره، فمن فوائد بر الوالدين
هو تحقيق الرّزق، السعادة في الحياة، فرج الضيق مثلما حدث بقصة أصحاب الغار التي اٌغلقت
عليهم الصخرة وهم بداخله، مختبئين من أجل المطر الشديد الذي حل عليهم حينذاك، فجلس
أحدهم يناجي ربه ويدعوه بعطف وحنان لعلا الله يفرج عنه ضيقته، فكان أحد أشكال بره لوالديه
وهو بأن كان يجعل والديه من ضمن أولوياته المطلقة التي لا ينازع عليهما احد، فكان يسقيهما
ويطعمها قبل عائلته بارا بهم، لأنّه يدرك مهما يفعل لهما لن يوفيهما حقهما، وبالفعل
فرج الله عليه وزحزح الصخرة بشيء جعله يرى السماء، ليبعث في قلبه الأمل والسعادة، واليقين
بأنّ ما بعد الضيق إلا الفرج. وأيضا من فوائد بر الوالدين هي مغفرة الكبائر، إذ جاء
لرسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم رجل قد ارتكب ذنبا عظيماً، فأشار عليه رسولنا
الكريم بأن يَبِرَّ خالته، لأن كانت أمه متوفيه، وهذا أحد أشكال بر الوالدين هو زيارة
والاهتمام بأقارب والديك، وأيضاً زيارة من كانوا يحبون زيارته قبل مماتهم. فلذلك أتعجب
ممن يعقون والديهم ويتكبرون عليهم، بعد أن قضوا عمرهم وهم يهتمون به منذ الصغر إلى
أن بلغ سنّ الرّشد، لذلك هناك آداب وقواعد يجب العمل بها من أجل إرضاء والدينا لعلنا
ننال الأجر العظيم والآداب هي: -طاعتهم المطلقة ولا نخالفهم بشيء إلا فقط إذا كان شيء
مخالف لله عز وجل. -رعايتهم في كل شيء، وتوفير لهم سبل الراحة والاطمئنان. -التحدث
معهم بشكل متواضع ولا يعلو صوتنا على صوتهم لأن في ذلك عقوق للوالدين. -لا نجعل الحياه
تلهينا عنهم، فيجب أن يكونوا من ضمن أهم أولوياتنا. -الدعاء إليهم في كل صلاة على أن
الله يغفر لهما ويدخلهما الجنة بدون عذاب. -بعد موتهما يجب علينا ان لا ننقطع من صلة
الرحم. -اخراج الصدقات عنهما لعلى الله يغفر لهم ذنوبهم ويدخلهم فسيح جناته. ومما يحزنني
لدى رؤيتي أناس وسع عليهم الله الرّزق، ويبخلون على والديهم به، متجاهلين بأن الأصل
هو " أنت ومالك لأبيك ". فجميل أن نعطي لكل شيء حقه لكي نشعر بحياتنا الحقيقية
بعيداً عن الهموم وكثرة الغموم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق