الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

حقوق الوالدين على الابناء

للوالدين حق عظيم على أبنائهم، فهم من قام بتربيتهم ورعايتهم والإنفاق عليهم، الأم من سهرت الليالي الطوال من أجل راحة أبنائها، من تعبت في تربيتهم، من كانت تفضلهم حتى على نفسهم، الأم هي الوحيدة التي قد تنسى الدعاء لنفسها وهي تدعي لأبنائها، والأب من يعمل ليل نهار، يسعى بين الدروب وشتى الطرق؛ لتوفير حياة كريمة لأبنائه، ليستطيع أن يصرف على أبنائه، ليلبي رغباتهم ومتطلباتهم، وبعد كل هذا نجد الابن عندما يكبر يجحد هذا المعروف، بل وينكره نكرًا شديدًا أيضًا، ويتجرأ على والديه بالألفاظ النابية والشتائم مع الأسف، ولكن ما حق الوالدين على الأبناء؟ الترفق والتلطف في معاملتهم يجب على الأبناء أن يعاملوا والديهم برفق وحسن، يجب عليهم اختيار أفضل الألفاظ وأرقها، ويجب عليهم أن يخفضوا صوتهم تأدبًا عند مخاطبة الوالدين، وتجنب رفع الصوت، ومن واجبهم الدعاء لهم، والعطف عليهم، يقول الله تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا"، فنجد أنّه في هذه الآية، قد قرن الله سبحانه وتعالى عبادته وتوحيده بالإحسان إلى الوالدين؛ دليلًا على عظم وأهمية رضا الوالدين، يروى أنّ هناك أحد العلماء يكون جالسًا في المسجد ويعطي دروس الدين للمصلين، فتأتي أمه تأمره بإطعام الدجاج، فيمتثل لأمر أمّه على الرغم من أهمية ما يقوم به، وحِقر ما تأمره به، ولكن على الرغم من ذلك لا تجده يتأفف من ذلك، بل يمتثل بكل احترام لأمر أمه العجوز. الدعاء لهما يجب على الإنسان من باب بر الوالدين أن يقوم بانخفاض جناحه لوالديه، وأن يداوم على الدعاء لهما دائمًا بالخير والرحمة، وأن يسأل الله لهما الجنة والمغفرة والرضوان، يقول الله تعالى في محكم التنزيل: "وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا. رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا" أن يصرف عليهما ويلبي احتياجاتهم المالية الوالدين في صغرك قاموا بإنفاق الغالي والنفيس من أجلك، وتحقيقًا لرغباتك وشهوات نفسك، وعند الكبر عندما لا يستطيع والدك العمل، يجب عليك من باب بر الوالدين ورد الدين أن تقوم بتلبية احتياجاتهم المالية، وأن يصرف عليهم، وأن يقوم بذلك دون أن ينتقص من كرامتهما، أو يشعرهما بالنقص، ولا تنتظر ذلك منهم. بر الأم مقدم على بر الأب أمّك هي من حملتك تسعة أشهر، وهي من تحملت آلام الولادة من أجلك، وهي من سهر الليالي في مرضك، وهي من تؤثرك على نفسها في كل شيء، هي من تعطش لتروى أنت، وتجوع لتشبع أنت، وهي تحضن صغيرها وتحن عليه وتدفئه في الأيام الباردة خوفًا عليه من الأمراض الهالكة، فهي أشد عناية بطفلها من غيرها ولذلك استحقت حقها مضاعفاً ثلاث مرات على حق الأب، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: ((أمك)) قال: ثم من؟ قال: ((أمك)) قال: ثم من؟ قال: ((أمك)) قال: ثم من؟ قال: ((أبوك)) [ متفق عليه ] . وفي رواية لمسلم: يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: ((أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم أدناك أدناك))، فحق الأم مضاعف على حق الأب بثلاثة أضعاف. عقوبة العقوق هي سخط الله وغضبه، وعدم التوفيق والدنيا وعذاب الحريق في الآخرة، لذلك لابد علينا أن نحافظ على بر آباءنا وأمهاتنا، للحصول على التوفيق والسداد في الدنيا، والجنان في الآخرة بإذن الله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق