الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

نصائح إرشادية تتعلق بالنشاط البدني عند كبار السن


ما هو مقدار النشاط البدني الذي يلزم أن يقومَ به كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق للحفاظ على صحِّتهم؟
يحتاج كبارُ السن، لكي يبقوا في صحَّة جيِّدة أو يحسِّنوا صحَّتهم، أن يقوموا بإجراء نوعين من النشاط البدني في كلِّ أسبوع؛ وهما التمارينُ الهوائية وتمارين تقوية العضلات.
يعتمد مقدارُ النشاط البدني الذي ينبغي القيام به كلَّ أسبوع على عمر الشَّخص.
يجب أن يحاولَ كبار السن، الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر ويتمتَّعون عموماً بصحَّة جيِّدة ولا يعانون من مشاكل صحية تحدُّ من حركتهم، أن يكونوا نشيطين في كلِّ يوم، ويقوموا بما يلي:
ممارسة تمارين هوائية معتدلة الشدَّة لا تقلُّ مدَّتها عن ساعتين ونصف كلَّ أسبوع، مثل ركوب الدرَّاجات الهوائية أو المشي السريع. إضافةً إلى تمارين تقوية العضلات على مدى يومين أو أكثر في الأسبوع، بحيث تشمل جميعَ العضلات الرئيسيَّة في الجسم (الساقين، الوركين، الظهر، البطن، الصَّدر، الكتفين، الذراعين).
القيام بممارسة تمارين هوائية قويَّة، مثل الركض أو لعبة التنس الفردي، وذلك بمعدَّل ساعة وربع في الأسبوع؛ إضافةً إلى تمارين تقوية العضلات على مدى يومين أو أكثر في الأسبوع بحيث تشمل جميعَ العضلات الرئيسيَّة في الجسم (الساقين، الوركين، الظهر، البطن، الصَّدر، الكتفين، الذراعين).
القيام بمقدار مساوٍ لما سبق ذكره، وذلك بممارسة مزيج من التمارين الهوائية المعتدلة الشدَّة والقوية كلَّ أسبوع، مثل إجراء شوطين من الركض بمعدَّل نصف ساعة في كلِّ مرَّة، بالإضافة إلى المشي السريع لمدة نصف ساعة؛ إضافةً إلى تمارين تقوية العضلات على مدى يومين أو أكثر في الأسبوع بحيث تشمل جميعَ العضلات الرئيسيَّة في الجسم (الساقين، الوركين، الظهر، البطن، الصَّدر، الكتفين، الذراعين).
هناك أمثلة على الأنشطة التي تتطلَّب جهداً معتدلاً بالنسبة لمعظم الناس، تشمل ما يلي:
1.   المشي السريع.
2.   التمارين الرياضية المائية.
3.   ركوب الدرَّاجة الهوائية على أرض مستوية، أو على أرض فيها بعض المرتفعات.
4.   التِّنس الزوجي.
5.   دفع جزَّازة العشب.
6.   التجديف بقارب صغير.
7.   الكرة الطائرة.


" توبة شاب عاق لأمه "



ح.ح.م شاب ذهب إلى الخارج... تعلم وحصل على شهادات عالية ثم رجع إلى البلاد... تزوج من فتاة غنية جميلة كانت سببًا في تعاسته لولا عناية الله... يقول ح.ح.م : مات والدي وأنا صغير فأشرفت أمي على رعايتي... عَمِلَت خادمة في البيوت حتى تستطيع أن تصرف عليَّ، فقد كنت وحيدها... أدخلتني المدرسة وتعلمت حتى أنهيت الدراسة الجامعية... كنت بارًا بها... وجاءت بعثتي إلى الخارج فودعتني أمي والدموع تملأ عينيها وهي تقول لي: انتبه يا ولدي على نفسك ولا تقطعني من أخبارك... أرسل لي رسائل حتى أطمئن على صحتك.

أكملت تعليمي بعد مضي زمن طويل ورجعت شخصًا آخر قد أثرت فيه الحضارة الغربية... رأيت في الدين تخلفًا ورجعية... وأصبحت لا أؤمن إلا بالحياة المادية – والعياذ بالله - وتحصلت على وظيفة عالية وبدأت أبحث عن الزوجة حتى حصلت عليها وكانت والدتي قد اختارت لي فتاة متدينة محافظة, ولكني أبيت إلا تلك الفتاة الغنية الجميلة لأني كنت أحلم بالحياة «الأرستقراطية» - كما يقولون – وخلال ستة أشهر من زواجي كانت زوجتي تكيد لأمي حتى كرهت والدتي... وفي يوم من الأيام دخلت البيت وإذا بزوجتي تبكي فسألتها عن السبب فقالت لي: إما أنا أو أمك في هذا البيت... لا أستطيع أن أصبر عليها أكثر من ذلك.

جن جنوني وطردت أمي من البيت في لحظة غضب فخرجت وهي تبكي وتقول: أسعدك الله يا ولدي. وبعد ذلك بساعات خرجت أبحث عنها ولكن بلا فائدة... رجعت إلى البيت واستطاعت زوجتي بمكرها وجهلي أن تنسيني تلك الأم الغالية الفاضلة. انقطعت أخبار أمي عني فترة من الزمن أصبت خلالها بمرض خبيث دخلت على إثره المستشفى... وعلمت أمي بالخبر فجاءت تزورني، وكانت زوجتي عندي وقبل أن تدخل عليَّ طردتها زوجتي وقالت لها: ابنك ليس هنا... ماذا تريدين منا... اذهبي عنا... رجعت أمي من حيث أتت ! وخرجت من المستشفى بعد وقت طويل انتكست فيه حالتي النفسية وفقدت الوظيفة والبيت وتراكمت عليَّ الديون وكل ذلك بسبب زوجتي, فقد كانت ترهقني بطلباتها الكثيرة... وفي آخر المطاف ردت زوجتي الجميل وقالت: ما دمت فقدت وظيفتك ومالك ولم يعد لك مكان في المجتمع؛ فإني أعلنها لك صريحة: أنا لا أريدك... طلقني .

كان هذا الخبر بمثابة صاعقة وقعت على رأسي... وطلقتها بالفعل... فاستيقظت من السبات الذي كنت فيه.خرجت أهيم على وجهي أبحث عن أمي وفي النهاية وجدتها... ولكن أين وجدتها؟!! كانت تقبع في أحد الأربطة تأكل من صدقات المحسنين , دخلت عليها... وجدتها وقد أثر عليها البكاء فبدت شاحبة. وما إن رأيتها حتى ألقيت بنفسي عند رجليها وبكيت بكاءً مرًا فما كان منها إلا شاركتني البكاء. بقينا على هذه الحالة حوالي ساعة كاملة... بعدها أخذتها إلى البيت وآليت على نفسي أن أكون طائعًا لها وقبل ذلك أكون متبعًا لأوامر الله ومجتنبًا لنواهيه. وها أنا الآن أعيش أحلى أيامي وأجملها مع حبيبة العمر: أمي – حفظها الله – وأسأل الله أن يديم علينا الستر والعافية
                                                      ( جريدة البلاد العدد نقلاً عن: التائبون إلى الله ) .








" بسبب 100 ريال يحرم أمه من فرحة العيد "




هذه قصة يرويها أحد بائعي المجوهرات يقول: دخل عليه في المحل رجل وزوجته وخلفه أمه العجوز تحمل ولده الصغير... يقول: أخذت زوجته تشتري من المحل وتشتري من الذهب... فقال الرجل للبائع: كم حسابك؟ قال البائع: عشرون ألف ومائة... فقال الرجل: ومن أين جاءت المائة... قال: أمك العجوز اشترت خاتمًا بمائة ريال.. فأخذ ابنها الخاتم ورماه للبائع وقال: العجائز ليس لهن ذهب... ثم لما سمعت العجوز هذا الكلام بكت وذهبت إلى السيارة... فقالت زوجته: ماذا فعلت؟ ماذا فعلت لعلها لا تحمل ابنك بعد هذا؟ عياذًا بالله كأنها خادمة عندهم... فعاتبه بائع المجوهرات... فذهب الرجل إلى السيارة وقال لأمه: خذي الذهب إذا تريدين خذي الخاتم إن أردت.

فقالت أمه: لا والله لا أريده ولا أريد الخاتم ولكني أريد أن أفرح بالعيد كما يفرح الناس فقتلت سعادتي سامحك الله. " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا " [الإسراء : 23] ( قصص مؤثرة للشباب ) .

" من نفس المكان "


ضم أمه إليه، بعدما توفي والده، وكان من الأثرياء، فكان ينفق على والدته ويرعاها... تزوج هذا الابن بزوجة لا تحب إلا نفسها، ولا تبغي إلا مصلحتها، فكانت تضيق ذرعًا بأم زوجها، تسيء عشرتها وتؤذيها بلسانها وأفعالها، وشاءت إرادة الله تعالى أن تصاب الأم بحالة «جنون»، فضاقت الأرض على الزوجة ولم تطق صبرًا على وجودها .

فقالت لزوجها: أنت مخير بين أمرين : إما أن تختار أمك, وإما أن تختارني؟ حاول الزوج إقناع الزوجة بالصبر والرضا ولكن دون جدوى.

فكر الزوج وقدر... الزوجة أم الأم؟ وأخيرًا هوى بعد أن اتبع الهوى , سَوَّلَت له نفسه الخبيثة وهداه شيطانه , وفكر في التخلص من أمه!! وفي ليلة مظلمة شاتية، أخذ والدته إلى سطح البيت، ومن على سطح البيت ألقى بها، ألقى بأمه... ألقى بأمه... ألقى بأمه، فهوت الأم على الأرض تلفظ أنفاسها الأخيرة .

لتلحق بربها تشكو إليه ظلم ابنها!! وكالعادة، أقام الابن لها سرادقًا كبيرًا لتلقي العزاء، ولم يدر أن عدالة الله له بالمرصاد.

ومرت الأيام، وظن أنه في مأمن من الله، وبأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين , وأصيب الابن العاق «بالجنون» بنفس المرض الذي أصيبت به أمه، وضاقت زوجته به كما ضاقت بأمه من قبل .

وفي ليلة شاتية مظلمة , صعد الابن على سطح البيت، ولكن هذه المرة لم يقوده أحد، لقد صعد بنفسه ومن المكان نفسه، يهوي على الأرض يلفظ أنفاسه الأخيرة ليلقى ربه بما كسبت يداه، والجزاء من جنس العمل .

" وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى " [طه: 61] .


وتطوى صفحة سوداء من حياة بيت أقيم على الظلم والعقوق لتبقى عظته يرن صداها في وجدان كل من " كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ " [ ق: 37 ] ( وبالوالدين إحسانًا – سعد يوسف – بتصرف وزيادات , نقلاً عن : أنين القلوب لمصطفى كامل ) .

" بعد فوات الأوان "




يقول م. ن.: كنت الابن الوحيد بين شقيقات ثلاثة، فأحاطتني والدتي بنصيب الأسد من الرعاية والحنان منذ صغري؛ لتعوضني عن وفاة والدي، التي حدثت بعد ولادتي بسنوات قليلة، وكانت والدتي لم يتجاوز عمرها الخامسة والعشرين، وقت وفاته، ترفض كل من يتقدم للزواج بها حتى تتفرغ لرعايتي وأخواتي الثلاث، وتعتذر لجميع أقاربها بأنها وهبت حياتها لتربية أطفالها فقط, ولا تريد خوض تجربة زواج ثانية حتى لا تتسبب في شقائنا .

وكانت تعتمد في الإنفاق علينا من معاش والدي المحدود إلى جانب مساعدات صغيرة كانت تتلقاها من أهلها، ورغم ذلك فقد حرصت على حسن تدبير المصروفات بشكل لا يجعلنا محرومين من أي شيء مقارنة بغيرنا من الأطفال .

وتزوجت شقيقاتي الثلاث لأبقى وحدي في المنزل مع والدتي لتحيطني بكل حنانها وعنايتها، وعندما أصبحت شابًا يافعًا طلبت مني والدتي أن أتزوج حتى ترى أبنائي الصغار، ويفرح قلبها بتربيتهم كحال الأم دائمًا، وكنت أرفض في بداية الأمر خشية أن تنشغل حياتي بإنسانة أخرى، قد تأخذ جزءًا من اهتماماتي الموجهة بالكامل لرعايتها، ولكن تحت إلحاحها، وافقت على مضض وطالبتها بأن تبحث لي عن العروس المناسبة، التي ترتاح إليها وتقبل العيش معها حتى لا أفارقها أبدًا وخلال ذلك فوجئت بشقيقتي الكبرى تحضر إلى المنزل لتقيم مع والدتي بصحبة أطفالها الثلاث بعد أن طلقها زوجها؛ وبذلك زادت الأعباء المادية على والدتي، رغم ما كنت أقدمه لها من راتبي المتواضع لتنفق على مصاريف المنزل، فظننت أنها سوف تصرف النظر عن موضوع زواجي حتى تتحسن أحوالنا المادية، لكن رغم ذلك كله، فقد تشبثت والدتي بضرورة زواجي حتى تتحقق لي السعادة، وقالت: إنها ستعرف كيف تدبر أمر تلك المصاريف غير المتوقعة لأولاد أختي الثلاثة كما كانت تفعل معنا سابقًا بمعاش والدي المحدود، وفعلاً قامت باختيار إحدى قريباتي لتكون زوجة لي، وأعجبت باختيارها لأتمم موضوع الزواج مشترطًا على أهلها أن تقيم زوجتي في منزل أمي.

وبعد شهور قليلة من الزواج، حدثت مشاحنات صغيرة بين زوجتي وأختي الكبرى، وكنت بحكم صلتي العاطفية بزوجتي في صفها دائمًا بالطريقة التي لا تجرح مشاعر أختي، ثم فوجئت بأن زوجتي تشاجرت مع والدتي أيضًا بعد مرور حوالي عام من زواجنا وبأسلوب ملتو نجحت في إقناع كلتيهما أنهما مخطئتان، وهكذا مرَّت المشكلة دون أية رواسب في النفوس.

وبعد ثلاث سنوات أنجبت خلالها زوجتي ولدين بدأت المشاكل تتعمق داخل الأسرة بسبب رغبة زوجتي في الحصول على نصيب الأسد من منزل أمي، وهو الأمر الذي أثار حفيظة أمي وأختي الكبرى وأطفالها أيضًا، وكان سببًا لمشاحنات مستمرة بتأجير مسكن مستقل لها. وفعلاً، بعد تردد طويل وافقت على تأجير مسكن خاص لنا مما أثار غضب والدتي الشديد لدرجة أنها لم تكف عن البكاء طوال اليومين السابقين لرحيلي، ولم يجفف دموعها سوى أنني أخبرتها بعزمي على القيام بزيارة أسبوعية لها واستمرار المساعدة المالية التي كنت أسهم بها في مصاريف الأسرة.

وفعلاً وفيت بهذا الوعد طوال الأشهر الأربعة الأولى لرحيلي ثم بدأت زياراتي تقل بسبب مشاغل الحياة، واستكثار زوجتي لهذه الزيارات، فما كان مني سوى جعل زيارتي لأمي شهرية حتى أغلق باب أية خلافات جديدة في محيط الأسرة, ثم حدث نتيجة إلحاح زوجتي المستمر أيضًا أن جددت أثاث منزلي بطريقة التقسيط الشهري مما أدى إلى تقليص مرتبي بشكل بدأ يؤثر على مساعدتي الشهرية التي أعطيها لوالدتي، فكنت أزورها مرة واحدة كل شهرين لأعطيها مبلغًا يقل عن ذلك المبلغ الذي كنت أقدمه لها في السابق بصفة شهرية.

وكانت أمي لا تتكلم في هذا الأمر بل تأخذ ما أعطيه لها مكتفية بالدعاء لي، وخلال فترة بقائي البسيطة معها كنت ألاحظ سوء أحوالها المادية خاصة بعد أن كبر أبناء شقيقتي وزادت متطلباتهم اليومية، وكلما حاولت مناقشة زوجتي في تدبير مصروفات منزلنا لإعادة المساعدة الشهرية لوالدتي تغضب بحدة وتتهمني بالجحود لها ولأولادي، وتبدأ في استحداث وسائل جديدة للإنفاق مثل دراجات أو تجديد ديكورات المنزل.

ولم تمض أشهر قليلة على هذا الحال حتى أصبح راتبي الشهري لا يكفي إلا لتغطية مصاريف منزلي وبصعوبة، فامتنعت عن زيارة والدتي عدة أشهر لعدم وجود أية مبالغ مالية معي يمكنني مساعدتي بها كما كنت أفعل في السابق، ولإحساسي بالحرج نتيجة ذلك، فما كان من والدتي سوى الحضور بنفسها إلى منزلي للاطمئنان على صحتي، وهنا أحسست بمدى الرفاهية التي يعيش فيها أبنائي وزوجتي في الوقت الذي تعجز فيه عن الوفاء بمتطلبات أحفادها من أختي الكبرى، فكانت نتيجة ذلك وقوعها فريسة للمرض بعد عودتها إلى منزلها مباشرة.

ورغم أن أختي الكبرى اتصلت هاتفيًا لكي أزورها، إلا أن زوجتي كانت تشير عليَّ بعدم الذهاب، بحجة أن أمي تتمارض طمعًا في المزيد من الأموال، التي يجب علي أن أنفقها في منزلي فقط، وهكذا مرت عدة أسابيع دون أن أذهب لزيارة والدتي المريضة.

وفي أحد الأيام فوجئت بشقيقتي الكبرى تحدثني في الهاتف وهي مجهشة بالبكاء لتخبرني بأن والدتي وافاها الأجل وكانت آخر أمنياتها أن تراني، ومنذ ذلك الحين، وأنا ألازم منزلي استرجع فيه شريط ذكريات الماضي؛ لأبكي بحرقة على ما فرطت فيه تجاه والدتي الحنونة التي لم تحرمني طوال حياتي من شيء، فكان هذا الجحود والنكران من جانبي، وكلما أتذكر أمنيتها الأخيرة بأن تراني تتساقط الدموع الغزيرة من عيني على ما فرطت في حقها، وذلك العقوق الذي أبديته تجاهها . ولكن هل يجدي الندم شيئًا بعد فوات الأوان؟!
                                             (جريدة عكاظ تاريخ نقلاً عن: عاقبة عقوق الوالدين).



" قلوب من فولاذ "



كان يعيش مع أمه في بيت واحد ليس معهما إلا خادمة ترعى شؤون أمه وتخدمها، إلا أنه كان قاسي الطبع سيئ المعاملة حتى مع أمه التي فقدت البصر وأصيبت بالشلل، فبدل أن يشفق عليها ويعاملها بعطف وحنان كان يسمعها بذيء الكلام يؤلمها ويجرح نفسيتها .

كان هذا الولد العاق يذهب مع أمه إلى (البنك) كي تتسلم راتبها الشهري فكان يجلسها على الكرسي المتحرك ويدفعها، وأثناء ذهابه بها إلى (البنك) كان يتذمر ويتكلم بكلام جارح فكانت تسمعه وهو يقول لها: «أنت عمية ومشلولة وأنا ابتليت فيك» وكانت تتألم ولكنها لا تتفوه بكلمة .

وتبكي من كلامه، وهو يزيد من كلامه المسموم فيقول: «والله لولا هذا المعاش كنت رميتك في دار العجزة» يقول هذا الكلام وهو ينفخ بحسرة وألم، والأم المسكينة يتقطع قلبها ألمًا عند سماعها كلام ولدها العاق، ثم يعود بأمه إلى البيت ويأخذ راتبها الذي قبضته من (البنك) ويتركها مع الخادمة, ثم يذهب يلهو ويلعب مع أصدقائه في الديوانيات والسفر والرحلات ولا يهتم بأمه ولا يسأل عنها ولا يبالي بما يجري لها؛ بل إنه كان يمنع أي أحد من أقرباء أمه أن يزورها أو يسأل عنها وإذا رأى أحدًا منهم طرده وأسمعه الكلام الفاحش وهدده وتوعده، وهكذا كانت هذه الأم البائسة تعاني الويل من هذا الولد العاق، ولكنها لا تستطيع أن تفعل شيئًا .

وفي يوم من الأيام سافر الولد مع مجموعة من أصدقائه إلى إحدى البلدان المجاورة وكان سفرهم بالسيارة، وبعد أن قضوا أجازتهم عادوا إلى البلاد وهم في طريق العودة انقلبت بهم السيارة وكانت إصابتهم طفيفة إلا الولد العاق فقد أدخل غرفة الإنعاش؛ وظل في المستشفى حوالي شهر ثم خرج من المستشفى على كرسي متحرك مشلولاً لا يستطيع الحراك، وتكررت صورة ذهابه إلى (البنك) ولكن بدل أن يذهب مع أمه وهو يدفعها وهي على الكرسي المتحرك لتسلم راتبها كان هو يجلس على الكرسي وتدفعه الخادمة كي يتسلم راتبه .

إن الأم محبة وحنان لا يشعر بهذه النعمة إلا من فقدها، ولكن بعض الأبناء قد قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة والله عز وجل عزيز ذو انتقام، وعقوبة عقوق الوالدين معجلة في الدنيا .

وها نحن بعد أن قرأنا هذه القصة قد عرفنا عاقبة العقوق فمن كانت أمه حية؛ فليحمد الله وليقبل رأسها ويديها وقدميها فالله عز وجل يكرم المرء بدعاء والديه، ومن فقد والديه؛ فليدع لهما ويستغفر لهما؛ لعل الله يجمعهم في مستقر رحمته إنه سميع عليم( كما تدين تدان، سيد الرفاعي ) .


قصص عن كبار السن وعقوق الوالدين


أيها الأخ الكريم هل تعلم أن الجنة في بيتك والنار داخل بيتك ؟ نعم .. إنه الوالد والوالدة قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ( الوالد أوسط أبواب الجنة فاحفظ البيت إن شئت أوضيع ) . قال العلماء : من أبواب الجنة باب الوالد أي الوالدين وهذا الباب قد يدعى أناس عليه يوم القيامة أن ادخلوا من هذا الباب فيدخلون الجنة عن طريق هذا الباب. ولكن يا ترى من هم هؤلاء الذين يدخلون من هذا الباب ؟ إنهم أهل البر بالوالدين إنه باب داخل البيوت ولكن أكثر الناس لا يشعرون بذلك .
-         الوقفة الأولى دار العجزة :
شيخ كبير تجاوز السبعين من العمر أصابه مرض شديد قالت زوجة الابن الأكبر: أنا على وشك ولادة ووالدك دائماً أمامي وأشعر بانزعاج وهو أمامي .. يعني تريد هذه الزوجة حلا لهذا الأب الكبير فاتصل الأخ الأكبر على من تحته فوافقا على أن يذهبا به إلى دار العجزة . أخذا معهم والدهم هو لا يدري أين سيذهب قالوا له : سنذهب بك إلى المستشفى كي يرعونك هناك وفعلاً ذهبوا به لكن إلى دار العجزة.. دخل الأب ولم يأتوا له إلا بعد شهر كامل توالت الأحزاب ودمعة العينان !!!
قال تعالى  {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } ... يا أيها الأخوة شأن الوالد شأن عجيب الوالد والوالدة .. لم يذكر الله أي عمل صالح مع التوحيد إلا بر الوالدين ومع الشرك ذكر عقوق الوالدين وأنظر في كتاب الله وانظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم .

-         وقصة مؤلمة أخرى :
يقول الراوي كنت على شاطئ البحر فرأيت امرأة كبيرة في السن جالسة على ذلك الشاطئ تجاوزت الساعة 12مساءً فقربت منها مع أسرتي ونزلت من سيارتي ... أتيت عند هذه المرأة , فقلت لها : يا والدة من تنتظرين ؟
 قالت : انتظر ابني ذهب وسيأتي بعد قليل ... يقول الراوي : شككت في أمر هذه المرأة .. وأصابني ريب في بقائها في هذا المكان . الوقت متأخر ولا أظن أن أحد سيأتي بعد هذا الوقت ... يقول : انتظرت ساعة كاملة ولم يأت أحد ... فأتيت لها مره أخرى فقالت : يا ولدي .. ولدي ذهب وسيأتي الآن .
يقول : فنظرت فإذا بورقه بجانب هذه المرأة .
فقلت : لو سمحت أريد أن اقرأ هذه الورقة .
قالت : إن هذه الورقة وضعها ابني وقال : أي واحد يأتي فأعطيه هذه الورقة.
يقول الراوي : قرأت هذه الورقة ... فماذا مكتوب فيها ؟
 مكتوب فيها : ( إلى من يجد هذه المرأة الرجاء أن أخذها إلى دار العجزة ).
عجباً لحال هؤلاء . أيها الأخوة لا تظنون هذه القصص من الخيال والله في البيوت أعظم من ذلك , واسألوا المحاكم وزوروا المستشفيات ترون العجب العجاب .

دعونا ننتقل إلى قصة أخرى ..
كنت حاجاً في العام الماضي 1425 هـ فطرحت موضوع للأخوة قلت : عنوان الموضوع هكذا علمتني الحياة . أريد من كل واحد يذكر موقف أثر في حياته وأعجبه في حياته..
قال لي أحد الأخوة الحجاج معنا من الأردن يقول : العام الماضي كنت موظف في إحدى الشركات فقدمت استقالتي فأعطوني حقوقي 3200دينار.. يقول : استلمت المبلغ ولا أملك غيره طوال حياتي...
طبعاً هذا المبلغ يعتبر جيد بالنسبة لهذا الموظف يقول : لما رجعت إلى البيت كان الوقت قبل حج عام 1424هـ لما دخلت البيت أخبرت والدي بهذه المكافئة من العمل.
فقال لي والدي ووالدتي : نريد أن تدفع هذا المبلغ لأجل أن نحج .
يقول : دفعت المبلغ ووالله ما أملك غير هذا المبلغ.
فذهبت إلى مكاتب السفر التي تهتم بأمر الحجاج في الأردن ودفعت المبلغ وودعت والدي ووالدتي .
يقول : وبعد أسبوعين ولما رجعوا دخلت في عمل أخر يقول فاتصل علي مدير الشركة السابقة.
وقال : فيه مكافئة ولابد أن تأتي تستلمها .
لاحظ الآن لا يملك شيء وكل المبلغ صرفه لوالديه في الحج.
يقول : ذهبت إليهم توقعت مبلغ يسير لأني لم أتوقع أن لي مكافئة.
ثم دخلت على المدير وأعطاني الشيك وإذا فيه 3200دينار .
 ............ ......... .
يا عجبا والله ..... لقد دفع لوالديه فيأتيه نفس المبلغ بعد أيام ..
نعم أنفق على والديك وسيأتيك الرزق من حيث لا تحتسب {ومن يتق الله يجعل له مخرجا} أليس البر بالوالدين من التقوى ؟
 أليس الإنفاق عليهم من أعظم الأعمال إلى الله عز وجل ؟
 هذا الرجل أعطى والديه 3200دينار ويقول والله بعد أسبوعين بالضبط تأتني 3200دينار .
 {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب }.
أليس هناك بعض الأخوة من يبخل على والديه ؟
والله يا أخوة جلست مع بعض الشباب وكان والده جالسا معنا فقال الابن الأكبر لوالده وأنا موجود : المبلغ الشهري ما سلمته لنا إنه يريد من والده أن يدفع 200 ريال شهرياً لأجل فاتورة الكهرباء والماء .
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
- دعونا ننتقل إلى سيرة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , كيف كانت علاقة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بوالديهم ؟
 هذا نوح عليه السلام يدعو للوالدين ويقول {ربي اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا } إن نوح عليه السلام داعية ورجل صالح ومع ذلك كان من أدعيته ( الدعاء للوالدين ). إذاً الأنبياء أيضاً جاءوا ببر الوالدين وهذا من أعظم ما جاءوا به عليهم الصلاة والسلام . وإبراهيم عليه السلام ...والده مشرك ... فماذا كان يستخدم إبراهيم عليه السلام ؟ ما هي الألفاظ التي كان يستخدمها مع والده وهو مشرك ؟ تأمل في سورة مريم ..تأمل يا أخي يا من يعاني من والديه من بعض المشاكل أو بعض الخلافات بينه وبين والده . وأصبح هذا الشاب يريد أن يخرج من البيت وقد يكون بدأ يتكلم على والديه... واسمع ما يقوله إبراهيم عليه السلام . {يا أبت لا تعبد الشيطان} .. يا أبت !!هل هناك نداء ألطف من هذا النداء ومن هذه العبارة ؟ {يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن } والده مشرك !! مشرك ويعبد الأصنام ومع ذلك يقول له إبراهيم يا أبت .
إسماعيل عليه السلام .. يفاجئ يوم من الأيام إذا بوالده إبراهيم عليه السلام يقول له {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك}
مفاجئة عجيبة لإبراهيم ولابنه إسماعيل ... إن إبراهيم عليه السلام ما جاءه ولد إلا بعد فتره طويلة من عمره ...بعد ما بلغ من العمر عتيا ... ويأتيه النداء والبشارة من الله أنه سيرزق بمولود ... وتمر الأيام ويرزقه الله بذلك المولود ويأتي إسماعيل عليه السلام ولداً لإبراهيم , ثم يأمر الله عز وجل إبراهيم بذبح ابنه .

فماذا قال ذلك الابن البار: { قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين } عجباً لهذا البر... عجبا لهذه الطاعة... لقد استجاب إبراهيم لأمر الله عز وجل ولكن الله أكرم الأكرمين عوضه بذبح عظيم {وفديناه بذبح عظيم } انظر إلى نتيجة البر ونتيجة الطاعة للوالدين يأتي الفرج من الله سبحانه .
وتأمل حال يحي وعيسى عليهما السلام ماذا ذكر الله عنهما ؟
 أما عن يحي عليه السلام فقال تعالى : { وبرا بوالديه ولم يكن جباراً عصيا} وقال عن عيسى عليه السلام {وبراً بوالدتي} انظر إلى هذا الخلق .. خلق البر والإحسان إلى الوالدين .










في دار المسنين


كتب / كاظم ناصر السعدي
في دار المسنين لا ترى غير وجوه شاحبة سلبها خريف العمر وجحود الأقربين ملامح الجمال وبريق الحياة فأصبحت ذابلة مقطبة تملؤها تجاعيد الحزن والحسرة.. لا ترى غير هياكل بشرية خاوية تركها الاهل في عالم العزلة ليغتالها اليأس والإحباط. في دار المسنين رأينا خلف هذه الوجوه قصصا تحكي قسوة الانسان وظلمة لأقرب الناس اليه. فالسيدة (أم ماجد) 58 سنة لها حكايتها مع الجحود فقلبها يعصره الألم والحسرة: حيث تولى أشقاؤها ادخالها الى المستشفى لتجري عملية جراحية في المعدة وفي ذلك الوقت امتنع زوجها من زيارتها بحجة العمل والانشغال وقد كان منشغلا فعلا بامرأة اخرى تقول (أم ماجد):
فتح لها البيت ومنحها ثمرة تعبي وكفاحي معه لينشغل بها ويتركني ولا يسأل عني وولداي اللذان حذيا حذو ابيهما معي بينما رفض أشقائي أن أعيش معهم أو يتكلفوا بمساعدة أختهم بل زجوا بي في دار العجزة رغم أنني لم أكن عاجزة ولا أعرف لماذا يفعلون بي هذا.. لكن لا مكان لي غير هذه الدار. وحكاية (أبو محسن) 65 سنة كان موظفا يسكن مع زوجته المسنة في غرفة صغيرة بالإيجار وقد مضى على وجودهما أربع سنوات وله ستة أولاد.. ثلاثة ذكور وثلاث اناث وجميعهم أرباب أعمال وأصغرهم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر. وعلى الرغم من وضعهم المادي الجيد فقد تخلوا عن والديهم بذريعة حاجتهما الى الرعاية الصحية وان كنا بحاجة اليهما فان المرض العصبي لا يحتاج الى نفينا وهجرنا. يقول أبو محسن حيث لم يزرهما أحد من الأولاد: أليس هذا جحودا من أولادنا؟ ويواصل أبو محسن كلامه: لقد عملت الكثير وجاهدت حتى وصلوا الى هذا المستوى وكنت أعيش على أمل أن أجني يوما نتاج زرعي لكنهم رمونا خارج بيوتهم متخلين عني وعن أمهم التي توفيت هنا دون أن يحضر أحد منهم. أنني حزين ومتألم جدا.. كيف لا يؤنبهم ضميرهم؟.
أما حكاية السيدة (فاطمة) 67 سنة وهي أرملة رفضت الزواج بعد رحيل زوجها في حرب العراق مع ايران لكي تتفرغ لتربية ولدها الذي أوغل في استغلالها ماديا حتى تعرضت الى حادث أقعدها عن العمل كخياطة. وحين لجأت الى بيته رفض ان يستضيفها ويرعاها مما اضطرها الى ان تلجأ الى الجيران وعندما تدخلوا من اجل ان يقوم الولد بواجبه تجاه والدته نقلها الى دار العجزة وقطع صلته بها تماما.

ننصح ببقاء المسن ضمن أسرته وبيئته

يقول الاستاذ عبدالكريم الهاشمي (ماجستير في علم النفس) من المهم أن يبقى المسن ضمن أسرته وبيئته ونحن كمختصين في علم النفس ننصح بذلك لأن الانسان وأي كائن حي يرفض انتزاعه من بيئته وسلخه من أسرته وتعرضه للأمراض، ولا يمكن التعذر بالظروف الاقتصادية أو السكنية أو غيرها من المبررات، اذ ان ذلك كله تنكرا وجحودا للأب والأم وانه بالإمكان ان ننظر الى هذا الشخص على انه غير مكتمل سواء من الناحية الدينية أو الدنيوية، فالدين السمح أوصانا بطاعة ورعاية الوالدين واحترامهما فالقرآن الكريم والكتب المقدسة والاحكام السماوية والاحاديث النبوية الشريفة شددت على طاعة الوالدين ورعايتهما (وهل جزاء الاحسان الا الاحسان). هذا من الناحية الدينية أما من الناحية الدنيوية فالأعراف الاجتماعية والقيم الانسانية النبيلة تحثنا على برهما وأعانتهما اذ ان الابن العاق لا يعتبر سويا بالمفهوم الاجتماعي وربما على صعيد شخصي ايضا لأن الشخصية نتاج اجتماعي وبالتالي سيكون الابن شخصية مدانة اجتماعية. ويضيف: ان هذا الانسان سيعيش دائما تحت وطأة الألم وضغط تأنيب الضمير وهذا في حد ذاته يولد له مشكلة نفسية ربما تتفاعل أكثر عندما يفقد والده الذي وضعه في هذه الدار من دون وجه حق وسينتظر مصير ما حدث لوالديه ان كان مصيره هينا والمشاعر المؤلمة تكون اكبر قصاصا للولد العاق.